مقدمه فتوحات 20
زیبا آفرین
37- رسالة إلى الشیخ عبد العزیز المهدوی
شیخ اعظم جهت تکمیل مقدمه فتوحات متن نامه ای را درج می کند که برای یکی از فقرا و عرفای معاصر خود به نام سخ عبدالعزیز مهدوی فرستاده است. به احتمال زیاد ایشان یکی از مشایخ ملامتیه باشد. چنان که خود شیخ اعظم در فتوحات ابوابی را به ملامتیه اختصاص داده است. نامه ای که برای ایشان می نگارد به زبان شعر و نظم است. و حقایقی را بیان می کند که در مکاشفات خود شاهد و ناظر آنها بوده است. اشعار مفصل است. از آنها در می گذریم و به دامه بحث و تبیین متن شیخ اعظم می پردازیم.
37- هذه رسالة کتبت بها أما بعد فإنه
لما انتهى للکعبة الحسناء جسمی و حصل رتبة الأمناء
و سعى و طاف و ثم عند مقامها صلى و أثبته من العتقاء
من قال هذا الفعل فرض واجب ذاک المؤمل خاتم النباء
و رأى بها الملأ الکریم و آدما قلبی فکان لهم من القرناء
و لآدم ولدا تقیا طائعا ضخم الدسیعة أکرم الکرماء
و الکل بالبیت المکرم طائف و قد اختفى فی الحلة السوداء
یرخی ذلاذل برده لیریک فی ذاک التبختر نخوة الخیلاء
و أبی على الملإ الکریم مقدم یمشی بأضعف مشیة الزمناء
و العبد بین یدی أبیه مطرق فعل الأدیب و جبرئیل إزائی
یبدی المعالم و المناسک خدمة لأبی لیورثها إلى الأبناء
38-
فعجبت منهم کیف قال جمیعهم بفساد والدنا و سفک دماء
إذ کان یحجبهم بظلمة طینة عما حوته من سنا الأسماء
و بدا بنور لیس فیه غیره لکنهم فیه من الشهداء
إن کان والدنا محلا جامعا للأولیاء معا و للأعداء
و رأى المویهة و النویرة جاءتا کرها بغیر هوى و غیر صفاء
فبنفس ما قامت به أضداده حکموا علیه بغلظة و بذاء
و أتى یقول أنا المسبح و الذی ما زال یحمدکم صباح مساء
و أنا المقدس ذات نور جلالکم و أتوا فی حق أبی بکل جفاء
لما رأوا جهة الشمال و لم یروا منه یمین القبضة البیضاء
و رأوا نفوسهم و عبیدا خشعا و رأوه ربا طالب استیلاء
لحقیقة جمعت له أسماء من خص الحبیب بلیلة الإسراء
و رأوا منازعة اللعین بجنده یرنو إلیه بمقلة البغضاء
و بذات والدنا منافق ذاته حظ العصاة و شهوتا حواء
علموا بأن الحرب حتما واقع منه بغیر تردد و إباء
فلذاک ما نطقوا بما نطقوا به فأعذرهم فهم من الصلحاء
فطروا على الخیر الأعم جبلة لا یعرفون مواقع الشحناء
و متى رأیت أبی و هم فی مجلس کان الإمام و هم من الخدماء
و أعاد قولهم علیهم ربنا عدلا فأنزلهم إلى الأعداء
فحرابة الملإ الکریم عقوبة لمقالهم فی أول الآباء
أو ما ترى فی یوم بدر حربهم و نبینا فی نعمة و رخاء
بعریشه متملقا متضرعا لإلهه فی نصرة الضعفاء
39-
لما رأى هذی الحقائق کلها معصومة قلبی من الأهواء
نادى فاسمع کل طالب حکمة یطوی لها بشملة و جناء
طی الذی یرجو لقاء مراده فیجوب کل مفازة بیداء
یا راحلا یقص المهامه قاصدا نحوی لیلحق رتبة السمراء
قل للذی تلقاه من شجرائی عنی مقالة أنصح النصحاء
و اعلم بأنک خاسر فی حیرة لما جهلت رسالتی و ندائی
إن الذی ما زلت أطلب شخصه ألفیته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه بحلوله ذی القبلة الزوراء
فی عصبة مختصة مختارة من صفة النجباء و النقباء
یمشی بهم فی نور علم هدایة من هدیه بالسنة البیضاء
و الذکر یتلى و المعارف تنجلی فیه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة و عشر لا یرى أبدا منور لیلة قمراء
و ابن المرابط فیه واحد شأنه جلت حقائقه عن الإفشاء
و بنوه قد حفوا بعرش مکانه فهو الإمام و هم من البدلاء
فکأنه و کأنهم فی مجلس بدر تحف به نجوم سماء
و إذا أتاک بحکمة علویة فکأنه ینبی عن العنقاء
40-
فلزمته حتى إذا حلت به أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه سر المجانة سید الظرفاء
من عصبة النظار و الفقهاء لکنه فیهم من الفضلاء
وافى و عندی للتنفل نیة فی کل وقت من دجى و ضحاء
فترکته و رحلت عنه و عنده منی تغیر غیرة الأدباء
و بدأ یخاطبنی بأنک خنتنی فی عترتی و صحابتی القدماء
و أخذت تائبنا الذی قامت به داری و لم تخبر به سجرائی
و اللّٰه یعلم نیتی و طویتی فی أمر تائبه و صدق وفائی
فإنا على العهد القدیم ملازم فوداده صاف من الأقذاء
41-
و متى وقعت على مفتش حکمة مستورة فی الغضة الحوراء
متحیر متشوف قلنا له یا طالب الأسرار فی الإسراء
أسرع فقد ظفرت یداک بجامع لحقائق الأموات و الأحیاء
نظر الوجود فکان تحت نعاله من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غایة یعنو لها إلا هو فهو مصرف الأشیاء
لبس الرداء تنزها و إزاره لما أراد تکون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده من غیر ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم یکن متکبرا و إزار تعظیم على القرناء
فبدا وجود لا تقیده لنا صفة و لا اسم من الأسماء
إن قیل من هذا و من تعنی به قلنا المحقق آمر الأمراء
شمس الحقیقة قطبها و إمامها سر العباد و عالم العلماء
عبد تسود وجهه من همه نور البصائر خاتم الخلفاء
سهل الخلائق طیب عذب الجنى غوث الخلائق أرحم الرحماء
جلت صفات جلاله و جماله و بهاء عزته عن النظراء
یمضی المشیئة فی البنین مقسما بین العبید الصم و الأجراء
ما زال سائس أمة کانت به محفوظة الأنحاء و الأرجاء
شری إذا نازعته فی ملکه أرى إذا ما جئته لحباء
صلب و لکن لین لعفاته کالماء یجری من صفا صماء
یغنی و یفقر من یشاء فأمره محیی الولاة و مهلک الأعداء
42-
لا أنس إذ قال الإمام مقالة عنها یقصر أخطب الخطباء
کنا بنا و رداء و صلى جامع لذواتنا فإنا بحیث ردائی
فانظر إلى السر المکتم درة مجلوة فی اللجة العمیاء
حتى یحار الخلق فی تکییفها عینا کحبرة عودة الإبداء
عجبا لها لم تخفها أصدافها الشمس تنفی حندس الظلماء
فإذا أتى بالسر عبد هکذا قیل اکتبوا عبدی من الأمناء
إن کان یبدی السر مستورا فما تدری به أرضی فکیف سمائی
43-
لما أتیت ببعض وصف جلاله إذ کان عیی واقفا بحذائی
قالوا لقد ألحقته بإلهنا فی الذات و الأوصاف و الأسماء
فبأی معنى تعرف الحق الذی سواک خلقا فی دجى الأحشاء
قلنا صدقت و هل عرفت محققا من موجد الکون الأعم سوائی
فإذا مدحت فإنما أثنى على نفسی فنفسی عین ذات ثنائی
44-
و إذا أردت تعرفا بوجوده قسمت ما عندی على الغرماء
و عدمت من عینی فکان وجوده فظهوره وقف على إخفائی
جل الإله الحق أن یبدو لنا فردا و عینی ظاهر و بقائی
لو کان ذاک لکان فردا طالبا متجسسا متجسسا لثنائی
هذا محال فلیصح وجوده فی غیبتی عن عینه و فنائی
فمتى ظهرت إلیکم أخفیته إخفاء عین الشمس فی الأنواء
فالناظرون یرون نصب عیونهم سحبا تصرفها ید الأهواء
و الشمس خلف الغیم تبدی نورها للسحب و الأبصار فی الظلماء
فیقول قد بخلت علی و إنها مشغولة بتحلل الأجزاء
لتجود بالمطر الغزیر على الثرى من غیر ما نصب و لا إعیاء
و کذاک عند شروقها فی نورها تمحو طوالع نجم کل سماء
فإذا مضت بعد الغروب بساعة ظهرت لعینک أنجم الجوزاء
هذا لمیتها و ذاک لحیها فی ذاتها و تقول حسن رآء
45-
فخفاؤه من أجلنا و ظهوره من أجله و الرمز فی الأفیاء
کخفائنا من أجله و ظهورنا من أجلنا فسناه عین ضیائی
ثم التفت بالعکس رمزا ثانیا جلت عوارفه عن الإحصاء
فکأننا سیان فی أعیاننا کصفا الزجاجة فی صفا الصهباء
فالعلم یشهد مخلصین تألفا و العین تعطی واحدا للرائی
فالروح ملتذ بمبدع ذاته و بذاته من جانب الأکفاء
و الحس ملتذ برؤیة ربه فإن عن الإحساس بالنعماء
46-
فالله أکبر و الکبیر ردائی و النور بدری و الضیاء ذکائی
و الشرق غربی و المغارب مشرقی و البعد قربى و الدنو تنائی
و النار غیبی و الجنان شهادتی و حقائق الخلق الجدید إمائی
فإذا أردت تنزها فی روضتى أبصرت کل الخلق فی مرائی
و إذا انصرفت أنا الإمام و لیس لی أحد أخلفه یکون ورائی
فالحمد لله الذی أنا جامع لحقائق المنشئ و الإنشاء
هذا قریضی منبئ بعجائب ضاقت مسالکها على الفصحاء
فاشکر معی عبد العزیز إلهنا و لتشکر أیضا إلى العذراء
شرعا فإن اللّه قال اشکر لنا و لوالدیک و أنت عین قضائی
- ۹۹/۰۶/۰۷